تاريخ النشر: 10/04/2018
استضاف المركز العربي للتخطيط البديل ضمن برنامج لقاء الشهر الدكتورة وفاء الياس، المحاضرة في معهد أبحاث المواصلات في معهد التخنيون، ورئيسة قسم الهندسة المدنية في كلية سامي شمعون، حول قضية حوادث الطرق، والنسبة العالية من الضحايا العرب سنويًا، الذين وصل عددهم خلال العقد الأخير الى نحو 1,183 مواطنة ومواطن عربي.
افتتح اللقاء د. حنا سويد رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، مرحبًا بالمشاركين وبالدكتورة وفاء التي تهتم ببحث هذه القضية الهامة، ومؤكدًا على ضرورة استخلاص العبر العامة في هذا الخصوص لمنع استمرار الوضع القائم، بهذه النسب العالية من الضحايا العرب سنويًا، وللوقوف عند الأسباب المباشرة لبذل المزيد من الجهود والتقليل من عدد الضحايا العرب المرتفع.
وتحدثت الدكتورة وفاء الياس، عن أهمية عقد مثل هذه اللقاءات وزيادة الوعي لهذه الآفة الخطيرة، خصوصًا وان جهود التوعية المرورية في مجتمعنا قليلة جدًا، وعند الحديث عن فئة الشباب فإن معدل السفر لديهم اعلى، لكن مستوى التوعية المرورية بينهم متدن ٍ جدًا. و33% من الشباب العرب معرفون بأنهم ضمن "فئة الخطر"، بدون اطار، وبدون أي برامج تشبع طاقاتهم وتفي بمتطلباتهم، وهذا أمر مهم جدًا وبحاجة الى معالجة وخلق اطر وفعاليات وبرامج ملائمة لهذه الشريحة الكبيرة.
وقالت د. وفاء ان هناك حاجة ماسة الى توعية المشاة، وخصوصًا الاطفال دون ال-14 سنة، والتنبه من استخدام المركبات في ساحة البيت، خصوصًا مع وجود أطفال في سن مبكرة، لأن هذا الخطر يتسبب بحوادث خطيرة سنويًا، بعضها يكون قاتلًا، لأن السائق لا ير جوانب الشوارع، قرب مواقف السيارات، ولا الطفل الصغير عند ساحة البيت. وأكدت ان على وزارة المعارف زيادة ساعات التوعية لطلاب المدارس، لأن ما يتم تقديمه اليوم لا يفي بالحد الأدنى من المتطلبات.
وحول قضايا البنية التحتية، قالت د. الياس ان الخرائط الهيكلية لغالبية البلدات العربية لا تتناسب مع عدد السيارات الكبير في بلداتنا، فتضاعف عدد البيوت في نفس الشارع بشكل عشوائي غير مخطط يزيد من صعوبة السير ويشكل عائقًا امام السياقة الامنة. وهذا الامر يتفاوت مع خصائص السائق كانسان، ومستوى الجيل، ويزيد من صعوبة تعامل الشباب مع هذه الضائقة المستمرة، ناهيك عن انواع الشاحنات واحجامها في شوارعنا المزدحمة والضيقة التي تشكل خطرًا داحقًا.
وقالت د. وفاء ان دور الاهالي ومستوى وعي مجتمعنا هما مرآة لتصرف ابنائنا في السيارة وعلى الشارع. وحذرت من انتشار آفة السياقة المبكرة المخالفة للقانون، وإتاحة المجال للأولاد بجيل صغير في المرحلة الإعدادية سياقة سيارات الاهل وتعليمهم السياقة بشكل غير قانوني.
وتحدثت عن ابحاثها العلمية في هذا الخصوص، وابرزت عددًا من الدراسات والاحصائيات التي تنذر بخطورة الوضع في مجتمعنا العربي، وتؤكد على ضرورة مجابهة هذه الافة. وذكرت د. وفاء ان الاولاد يفضلون ركوب السيارة مع والدهم، لأنه يسرع، ولأنهم يتمتعون بالقيادة السريعة. وتطرقت الى إصابات الأطفال في حوادث الطرق، وقضية أزمات السير الخانقة في ساعات نقل الاولاد للمدارس. واستخدام الدراجات النارية والتراكتورونات كوسائل بهلوانية، والتسبب بحوادث خطيرة.
وعزت د. الياس هذه الحوادث والتربية الهدامة التي تتيح للاطفال الصغار قيادة السيارات، الى المجتمع اللّا مبالي، فكل شخص يهتم فقط بنفسه وبيته فقط، ولا يهتم بما يجري حوله. وقالت للأسف، ان استخدام التراكتورون، والدراجات الكهربائية هو نوع من التباهي والتفاخر الهدّام.
وتطرقت الى قضية تعرض العمال لحوادث سير خطيرة، خصوصًا العمال الذين يسافرون لساعات طويلة ويعملون بظروف شاقة .
وتطرقت الى قضية المواصلات العامة، وقالت انها بدأت تتحسن لكن ليس بالمستوى الكافي. فـفقط 2% من المواطنين العرب يسافرون في المواصلات العامة. ناهيك عن ان موضوع التاكسيات – السيارات العمومية يتم بدون تخطيط، وان وزارة المواصلات تهدف غالبًا الى تنفيذ المشاريع فقط، لكن بدون فحص مدى نجاعتها واستخدام الناس للمواصلات العامة. لذلك المطلوب وضع التخطيط الصحيح.
وقالت د. الياس ان معدل عدد السيارات في البلاد 330 سيارة لكل الف نسمة، وبين المواطنين العرب حوالي 280 سيارة لكل الف نسمة، لكن هناك بعض البلدات العربية التي تفوق المعدل العام. وعن التورط في المخالفات أوضحت ان النسب اعلى بين الرجال، خصوصًا الشباب العازبين.
وتم في نهاية اللقاء فتح باب الحوار للمشاركين، حيث تم مناقشة عدد من القضايا التي طرحتها الدكتورة وفاء، وأكدت في نهاية حديثها على ضرورة فصل سلطة الأمان على الطرق عن وزارة المواصلات، حيث لا يمكن لجهة رقابية ان تخضع لسلطة الوزارة، بل يجب منحها الاستقلالية الكاملة لتقوم بواجبها كما يجب.