المركز العربيّ للتّخطيط البديل وجمعيَّة حماية الطَّبيعة ينظمان يومًا دراسيًّا حول الحُقوق التَّخطيطيَّة والحِفاظ على الطَّبيعة في المُجتمع العربيّ

تاريخ النشر: 10/07/2017

 نظم المركز العربي للتخطيط البديل وجمعية حماية الطبيعة يومًا دراسيًا بعنوان "بين الحُقوق التَّخطيطيَّة والحِفاظ على الطَّبيعة في المُجتمع العربيّ"، في قاعة "اشكول بايس" شفاعمرو بحُضور ومُشاركة رئيس بلديَّة شفاعمرو، أمين عنبتاوي، وعضو الكنيست النائب دوف حنين رئيس اللّوبي الاجتماعيّ البيئيّ في الكنيست، وأعضاء إدارة وطواقم المركز العربيّ للتّخطيط البديل وجمعيَّة حماية الطَّبيعة، والعديد من الشَّخصيَّات السِّياسيَّة والأكاديميّة.

تخلَّل اليوم الدراسي ثلاث جلسات، الأولى تولّى عرافتها سامر سويد مدير المركز العربي للتخطيط البديل،وشادي خليلية مركز الاعلام في المركز العربي للتخطيط البديل، والصحفي والاذاعي جاكي خوري.

افتتح اليوم الدراسي سامر سويد، الّذي رحّب بالحُضور وشكر طاقم العاملين لإنجاح هذا اليوم الدِّراسيّ من قِبَل المركز العربيّ للتّخطيط البديل وجمعيَّة حماية الطَّبيعة، وقال إنّ الفكرة لإقامة مثل هذا اليوم لم تكن فكرة جديدة للمركز أو للجمعيَّة، مُؤكِّدًا على استمرار التعاوَن بين الطرّفين في العديد من القضايا، منوّهًا الى التعاون في الماضي في التَّصدِّي لإقامة مستوطنة "شيبولت" على أراضي قرية طرعان وإفشال المُخطَّط، قائلًا إنّ هذا دليلٌ على نجاح العمل الميدانيّ في التَّأثير على القرارات السّياسيَّة.

وتحدَّث السَّيّد أمين عنبتاوي، رئيس بلديَّة شفاعمرو، الّذي رحَّب بإقامة هذا المُؤتمر في شفاعمرو، مؤكّدًا على دور المركز العربيّ للتّخطيط البديل وقال إنّه يرى في كلمة "مركز" أهمّيّة لتركيز الجُهود ووضع الحُلول والتأثير على أكثر من بلدة أحيانًا. وأضاف قائلًا: "إنّ مصدر مُعاناة المُجتمع العربيّ في عدّة مستويات وعلى الأصعدة المُختلفة هو عدم التّخطيط السَّليم والرُّؤيا للمدى البعيد، ليس فقط في مجال البناء. وأنا أقول إنّ التّخطيط السّليم هو أساس النّجاح". وأثنى عنبتاوي على جُهود جمعيَّة حماية الطَّبيعة، إلّا أنّه قال "الإنسان قبل الشّجرة، وإذا تطلّب الأمر أن تُقطع مائة شجرة من أجل أن يُؤسّس إنسان معيّن حياته على الأرض فإنّي أدعم وأطالب بذلك".

وتحدث النّائب دوف حنين، رئيس اللّوبي الاجتماعيّ البيئيّ في الكنيست، الّذي بارك إقامة المؤتمر وقال إنّه يشعر بأنَّه جُزء من المُنظّمتين، المركز العربيّ للتّخطيط البديل وجمعيَّة حماية الطَّبيعة. وأكّد على أهمّيّة عقد مثل هذا اللّقاء ووصفه بأنّه لقاء تاريخيّ إذ لم تكن العلاقة والعمل المُشترك بهذا الحجم مُقارنة مع ما سبق. وتحدَّث حنين عن تدعيم عمل الحركات البيئيَّة في الكنيست قائلًا إنّها تعمل بمستويين: الرّوح والمُمارَسة، وأنّ المشاكل البيئيَّة هي في نهاية المطاف مشاكل اجتماعيَّة.

وطرح النّائب حنين بعض المُعطيات حول المجال البيئيّ في المُجتمع العربيّ ومن بينها أنّ البلدات العربيّة تعتبر ضحايا بيئية بدرجة عالية جدًّا، سواء على صعيد التَّلوُّث البيئيّ القائم فيها وعلى صعيد الموارد الطّبيعيّة. كما تطرّق حنين إلى المُعطيات الأخيرة الّتي طُرِحت في يوم البيئة الأسبوع الماضي في الكنيست ومنها معطى يعتبره مُشجّعًا بالنّسبة للمُجتمع العربيّ - يقول إنّ الجمهور الرّائد في البلاد في مجال التّربية البيئيَّة هو الجمهور العربيّ، حيث توجد في 77% من المُؤسّسات العربيّة برامج بيئيّة.

وتحدَّثت المُديرة العامَّة لجمعيَّة حماية الطَّبيعة، إيريس هان الّتي أعربت عن سعادتها بإقامة هذا المُؤتمر بالتّعاوُن مع المركز العربيّ للتّخطيط البديل وقدّمت بدورها لمحة مقتضبة عن جمعيَّة حماية الطّبيعة، ميّزاتها ونشاطاتها على الصّعيد القُطريّ. وتمحورت المُحاضَرة العامّة لإيريس هان حول موضوع الكثافة السُّكّانيّة العالية في المساحة الصّغيرة للدّولة، وقالت إنَّ التّحدّي الأكبر في الحِفاظ على الطّبيعة في ظلّ هذا المُعطى هو تحدٍّ كبير مُقارنة بدول أخرى في العالم.

وتطرّقت هان في محاضرتها إلى تميُّز إسرائيل بالتّنوُّع البيولوجيّ من أجناس النّباتات والطّيور والتّنوّع في الّطبيعة والمناظر على الرّغم من المساحة الصّغيرة للدّولة. وأكّدت من خلال الإحصائيّات على أنّ إسرائيل تتجاوز العديد من الدُّول الغربيّة في موضوع التّنوّع البيولوجيّ.

وتحدَّثت إيريس هان عن المبادئ الّتي تُوجِّه التّخطيط القُطريّ وذكرت من بينها ابعاد التّطوير عن المناطق ذات الحساسيّة البيئيّة العالية، وتقليص ظاهرة الضّواحي. كما تطرّقت إلى التّحدّيات القائمة في الحِفاظ على المساحات المفتوحة في المُجتمع العربيّ ومنها اعتبار المساحات المحميّة عائقًا أمام التّطوير ووسيلة حُكوميّة لمنع توسّع البلدات العربيّة، وكذلك المماطلات طويلة الأمد في دفع البنية التخطيطيَّة للبلدات العربيّة، وعدم التعامل مع خصوصية المُلكيّة الخاصة للاراضي، الأمر الّذي يخلق تحدّيات تخطيطيّة مُعقّدة.

وتحدَّث الدّكتور حنّا سويد، رئيس المركز العربيّ للتّخطيط البديل مُرحِّبًا بالحُضور، مُتمنِّيًا أن يستمرّ النّقاش المُثري والمُفيد بين المركز وجمعيّة حماية الطّبيعة. واستذكَرَ د. سويد من لقاءات سابقة مع جمعيّة حماية الطّبيعة والنّضالات الّتي وقفوا فيها جنبًا إلى جنب في الكنيست، ومنها قضيّة الاستيطان في النّقب والتّصدّي لإقامة مستوطنة "شيبولت" على أراضي طرعان وإفشال المُخطّط. مؤكّدًا على أهمّيّة التّعاوُن المُشترك قائلًا: "في كلّ النّضالات الّتي يكون فيها إيمان بالحق وضرورة بالعمل من أجل مُواجهة مشاريع فيها تَجَنٍّ وتمييز، بإمكاننا أن ننجح وان نمنع ونوقف انتهاك حُقوقنا".

وقال د. سويد: "انّ التّوجُّه في إسرائيل هو أنّ كلّ البلدات العربيَّة يجب أن تتحوَّل إلى مدينة أو شبه مدينة بغض النّظر عن حجم البلدة. هذا يصح في بلدات مُعيّنة ولا يصح في بلدات أخرى". وأكّد على أهمّيّة الإبقاء على الأجواء الرّيفيّة في البلدات العربيّة قائلًا: "كما يوجد للمُواطنين حقّ بالمدينة يجب أن يكون للمواطنين الحق في الحياة الرِّيفيّة".

وتطرّق د. سويد في محاضرته إلى أهمّيّة الفصل في التّعريف بين سلطة حماية الطّبيعة والحدائق (רט"ג) وبين جمعيّة حماية الطّبيعة (החברה להגנת הטבע)، قائلًا: "الفرق كبير فسلطة حماية الطّبيعة والحدائق هي مُؤسّسة حُكوميّة، بينما جمعيّة حماية الطّبيعة هي جمعيَّة مدنيَّة".

وفي الجلسة الثّانية الّتي كانت بعنوان "المناطق المفتوحة في البلدات العربيَّة"، تولّى عرافتها شادي خليليّة المركز الاعلامي للمركز العربيّ للتّخطيط البديل، حاضر كُلٌ من: ميساء توتري فاخوري – طالبة للّقب الثّالث في بئر السّبع، الّتي تحدّثت عن بحثها حول الحيّز العام في البلدات العربيّة في إسرائيل، حيث بحثت تطوّر الحيّز العام في البلدات على مرّ السّنين، منذ ما قبل عام 48. وتطرّقت توتري فاخوري في محاضرتها إلى تخطيط البلدات والمبنى الهيكليّ للأحياء التّقليديَّة، والبناء على الأراضي الخاصّة، والتّوزيع غير المتساوي للمساحات المفتوحة بين السُّكّان.

وقدمت هبة بواردي، مُخطّطة المُدن في المركز العربيّ للتّخطيط البديل، محاضرة بعنوان "المناطق المفتوحة بين الموجود والمنشود". وفي بداية حديثها عرّفت بمفهوم المصطلح "منطقة مفتوحة" كمساحة غير مبنيّة. وعرضت بواردي البحث الذي اعتمد على مُخطط الخارطة الهيكليّة القُطريّة - تاما "1" (תמ"א 1)، وتطرّقت إلى الوجهين الأكثر حساسيّة في البحث وهما: انعدام المناطق المفتوحة في البلدات العربيَّة، ومنع توسُّع البلدات بحجة المناطق المفتوحة. وذكرت على سبيل المثال بلدة الكعبيّة، وبيت جن، وعسفيا ودالية الكرمل، هذه البلدات الّتي تُعاني من انعدام امكانيَّة توسّعها في ظلّ العوائق – المناطق المفتوحة المُحيطة بها.

وقالت بواردي: "نحن كمركز عربيّ للتّخطيط البديل، وكعرب، نُطالِب بوُجود مناطق مفتوحة داخل البلدات العربيَّة وليس بشكل يحد ويمنع توسُّع هذه البلدات".

وعن جمعيّة حماية الطّبيعة تحدّث يوسف عساقلة، مُدير القسم العربيّ في الجمعيَّة، الّذي قدّم لمحة عن جمعيَّة حماية الطّبيعة والبرامج التّربويّة البيئيّة للجمعيّة في المُجتمع العربيّ. وافتتح محاضرته قائِلًا: "هدفنا كمُؤسّسة هو ترجمة كل ما قيل في هذا اليوم من خلال التّربية في المدارس". وعرض عساقلة أهداف الجمعيَّة مُتحدِّثًا عن الفئات المُستهدَفة على اختلافها، وعن توسُّع عمل الجمعيَّة ليطال فئات جديدة في السّنوات الثّلاث الأخيرة، وذكر من ضمن ذلك عمل الجمعيّة بشكل ثابت في أكثر من 40 بلدة، وإقامة أنشطة في 180 صفّ، وإرشاد أكثر من 12000 رحلة يوميًّا في مختلف أنحاء البلاد، والعمل مع 30 طاقم من المُعلّمين وإقامة 25 دورة استكمال للمُعلّمين وغيرها.

كما تطرّق عساقلة إلى الفعاليّات المُشتركة الّتي تقام ما بين جمعيّة حماية الطّبيعة ووزارة حماية البيئة ومنها برنامج "بيئة سليمة" (סביבה שווה) الّذي انطلق قبل عامين في عددٍ من البلدات ليمتد على مدار 4 سنوات.

وتحدَّث ايتمار بن دافيد، مُدير التّخطيط في جمعيَّة حماية الطَّبيعة عن الامكانيَّات الكامنة والفُرص والتّحدّيات القائمة في تخطيط البلدات العربيَّة ما بين المساحة المفتوحة والتّطوير. وعرض العديد من المُعطيات الّتي تشرح الوضع القائم والعمليّات الّتي جرت في مجال التّخطيط خلال السّنوات الخمس الأخيرة ومنها الاحتجاج الاجتماعيّ عام 2011 على ضائقة السّكن. وتحدَّث عن الشّراكة ما بين جمعيّة حماية الطّبيعة والجهات المُختلفة لأجل مواجهة مُخطّطات مُعيّنة مثل "شارع بيلخ" وإقامة مستوطنة "شيبولت" على أراضي طرعان وإقامة بلدة درزيّة على جبل حطّين وغيرها.

ولخّص بن دافيد مُحاضرته بالقول: "من الآن وصاعدًا يهمّنا أن نكون مُتعاوِنين لتطوير بلدات المُجتمع العربيّ، والمُساهمة في الحِفاظ على بيئتها وصورتها للجيل الحاليّ والأجيال القادمة".

وفي الجلسة الثّالثة والأخيرة من اليوم الدّراسيّ والّتي تولّى إدارتها الإذاعيّ والصّحافيّ جاكي خوري شارك كُلّ من د. عناية بنا جريس - مُخطّطة مُدن ومُهندسة في اللّجنة المحلّيّة وادي عارة، ليرون شبيرا – مُركّز لواء الشّمال في جمعيّة حماية الطّبيعة، كرميت لوفنوف مُديرة المُنظّمة للعدل البيئيّ في اسرائيل، نظير كناعنة – مُحاضِر في مواضيع الاستدامة والتّربية البيئيّة، عبد نمارنة – ناشط وخبير بيئيّ عن جمعيّة الأمل، ورنين عودة – مُهندسة معماريّة. وتخلّلت الجلسة حوارًا وأسئلة ونقاش في مواضيع التّخطيط والعوائق القائمة في البلدات العربيَّة، كما شارك الجمهور في طرح الأسئلة على المُشاركين في الجلسة.