تاريخ النشر: 26/01/2018
مُغـر الخيط:
كانت القرية تقع على السفح الشمالي الشرقي لجبل كنعان، وتشرف على الغور الممتد بين بحيرتي طبرية والحولة. يشير القسم الأخير من اسمها (الخيط) إلى الهضبة شبه المستوية التي كانت تحيط بها والتي كانت تعرف بأرض الخيط. ويقال ان تسمية الخيط هي نسبة الى الجماعة من النعام والبقر والجراد، والجمع خيطان.
امتلك أهالي بيت جن في المنطقة أرضا تتقاطع مع أراضي مغر الخيط، قدّرت مساحتها بحوالي 17000 دونم، 13 ألفا منها زراعيّة والبقيّة مراع. امتدت بين سفوح كنعان غربا إلى شارع الجاعونة الخالصة شرقا ووادي الحنداج شمالا وتل الوقاصّ (تل حتصور) جنوبا. كانت الملكيّة مشتركة (مشاع) يتقاسم الناس الفلاحة فيها بالتساوي، ويعاد تقاسمها دوريًا بعد أربع سنوات.
استخدم أهالي بيت جن المغر مأوى لهم ولماشيتهم في المواسم، ومخازن لأدواتهم الزراعية والغلال قبل نقلها إلى القرية. وأطلق على تلك المنطقة اسم "مغر الدروز"، ما زالت قائمة حتّى اليوم على سفح تلة بمحاذاة الشارع الالتفافي الذي شُقّ فيها مؤخرا بمحاذاة "أييلت هشاحر".
في النصف الأول من عام 1948 هاجمتها قوات الهجناه وسقط من بيت جن صالح حديفة وفايزة قبلان، وأحرقت المزروعات وقتلت المواشي. وبعد قيام الدولة أعلنت منطقة عسكريّة مغلقة، مُنع أهالي بيت جن من دخولها، وأقيم عليها قاعدة عسكريّة تدريبيّة. خاض الأهالي سنوات طويلة وحتى الستينات نضالا شديدا شهد مواجهات قاسية مع قوات الأمن لرفع الإغلاق إلا أن السلطات صادرتها في النهاية واعترفت فقط بـ 13 ألف دونم تمّ التعويض عنها لاحقا بعد أن استنفذ الأهالي كل الإمكانيات.
البلدات المجاورة:
يحدها من الشمال قرية قبّاعة ومن الغرب قرية بيريا، ومن الجنوب قرية فرعم ومن الشرق مستوطنة "محناييم" (عين العجلة) واراضي قرية منصورة الخيط.
التهجير واللجوء:
قصفت وحدات البلماح في سياق عملية "يفتاح" مغر الخيط بمدافع الهاون ليل 2 أيار مايو 1948. وكان ذلك قبل نحو أسبوع من الهجوم النهائي على صفد، لزيادة الضغط على المدينة ومن أجل حمل العرب على الفرار من القرية. أدت عملية القصف إلى إخلاء القرية وقرى أخرى مجاورة، بينها فرعم وقباعة، استهدفتا بالقصف تلك الليلة. تشتت أهلها في انحاء مختلفة، والعديد منهم لجأ الى لبنان.
شهرة القرية:
اشتهرت القرية بكثرة المغر والكهوف حولها، وكان في جوارها موقع أثري يعرف بالمغار، يضم بقايا منازل وقبورًا منحوتة في الصخر وصهاريج ومعصرة زيتون. اشتهرت القرية بوفرة محاصيل الزيتون وبساتينها المروية.
شواهد باقية:
تغلب الحشائش ونباتات الصبار على موقع بيوت القرية وتتبعثر في أرجائه أنقاض المنازل المدمرة. ولم يبق من مئات أشجار الزيتون التي كانت هناك إلا قلة قليلة وباتت الأرض الجبلية المحيطة بالقرية غابة.
أقيم على أراضيها مستوطنة "حتصور هجليليت".
المصادر: كتاب كي لا ننسى وموسوعة بلادنا فلسطين