المركز العربي للتخطيط البديل يستضيف البروفيسور مصطفى كبها حول تسمية الاماكن في فلسطين

تاريخ النشر: 12/02/2018

اسماء الاماكن في فلسطين وخلفياتها التاريخية والاجتماعية والسياسية، كان عنوان اللقاء الاول لبرنامج لقاء الشهر في المركز العربي للتخطيط البديل، من خلال محاضرة البروفيسور مصطفى كبها المؤرخ الفذ الذي ينشّط ويحمي ذاكرتنا الجماعية ويغذيها باروع واهم المعلومات.

استمعنا منه حول سياسة تغيير الاسماء واهتمام بن غوريون وتدخله المباشر في عمل لجنة الاسماء الحكومية، وقلب الاسماء العربية وطمسها ومحوها بشتى الطرق. ومعاني ومدلولات الاسماء التي نتداولها (كبارة، خلة، خور، راس..) واهمية حفظ هذه الاسماء ونقلها للاجيال المتتابعة. وحول كتابه الاخير "لكل عين مشهد.." الذي يفصل فيه اسماء الاماكن في الجزء الغربي من قضاء طولكرم، منطقة الساحل من وادي الحوارث (منطقة الخضيرة) حتى نواحي ارسوف والحرم (هرتسليا).

وتحدث البروفيسور مصطفى كبها حول اصل التسميات ومصادرها، وقال ان اهم مصدر يحفظ ذاكرة المكان في فلسطين هو ذاكرة الرعاة، لأنهم افضل من يذكر التسميات. وقال ان اصل التسميات في امريكا هو أوروبي.

وفي بلادنا اقامت دولة إسرائيل بعد قيامها لجنة التسميات الحكومية، التي كانت تضخع للتدخل المباشر لبن غوريون، رغم وجود خبراء واخصائيين اكاديميين ومؤرخين ومهندسين وجغرافيين، لأن بن غوريون اراد تغييب ومحو الاسماء العربية.

 

وتطرق الى وجود العديد من الأسماء المشتركة في فترة الانتداب البريطاني، لكن هذا الأمر لم يرق لبن غوريون، الذي فرض اجراء تغييرات عديدة على التسميات التي كانت تقترح، وهدد مكتبه في عدة حالات فرض التغييرات على الأسماء المتداولة، كما حدث في رعنانا، حيث اطلق اسم تبصر على احد احيائها، استمرارًا للتسمية الاصلية، لكن مكتب بن غوريون فرض تغيير الاسم العربي بضغوطات وتهديدات مباشرة.

وتطرق كبها الى اللافتات الرسمية على الشوارع التي تستخدم الاحرف العربية والاسماء العبرية، كمحاولة لطمس الهوية العربية، رغم ان الاسم العبري المتداول هو تعريب للاسم العربي الأصلي في الكثير من المواقع.

وانتقد كبها عدم وجد علم اثار فلسطيني على المستوى الاكاديمي يحفظ طبقات التاريخ المتعاقبة، ويواجه تحريف وتشويه الرواية التاريخية، والسيطرة الصهيونية المتنفذة. مؤكدًا على ضرورة استنهاض وتدعيم حفظ الذاكرة الفلسطينية وتطوير مساقات اكاديمية تعنى بهذا الشأن بالشكل اللائق.

 

 وتم فتح باب الحوار مع المشاركين ومناقشة عدد من التفاصيل والحيثيات. وشكر د. حنا سويد البروفيسور كبها على محاضرته الرائعة والشيقة، مؤكدًا على ضرورة الاستمرار في العمل التوثيقي في مختلف الجوانب لحفظ الذاكرة الجماعية، وترسيخ الأسماء الفلسطينية والعربية للمواقع والامكنة والبلدات والتلال كي تبقى حية بيننا.