تاريخ النشر: 01/02/2022
لمشاهدة المقابلة مع الدكتور حنا سويد الرجاء الضغط على الصورة
لا تزال مشاعر القلق تسود لدى الكثيرين، خاصة الذين يقيمون في مبان قديمة، خشية من وقوع هزة أرضية قوية، في الوقت الذي تواصل فيه السلطات إحصاء المباني التي
تضررت جراء الهزتين الارضيتين اللتين وقعتا في غضون أقل من 24 ساعة، يومي السبت وأمس الأحد ...
من جانبهم، يواصل خبراء التحذير من خطورة وقوع هزة أرضية قوية، التي قد تؤدي الى اضرار كبيرة والى حالات وفيات، ويقولون أن الحكومة لم تستغل الوقت طوال السنوات الماضية لتدعيم وتقوية المباني ...
في هذا السياق، استضافت قناة هلا عضو الكنيست السابق الدكتور حنا سويد - رئيس المركز العربي للتخطيط البديل .
" لا توجد جهوزية جيدة في المجتمع العربي لمواجهة الهزات في البلدات العربية"
وبالحديث حول مدى جاهزية البلدات العربية لمواجهة هزات أرضية، قال عضو الكنيست السابق الدكتور حنا سويد -رئيس المركز العربي للتخطيط البديل لقناة هلا: " لا توجد جهوزية جيدة في المجتمع العربي لمواجهة الهزات في البلدات العربية هي بلدات قديمة وبنيت قبل عام 1980، هذه الأبنية بنيت من الحجارة وبدون تقوية كافية وليس لديها مناعة للوقوف امام الهزات الأرضية. بالإضافة الى ذلك فالبناء بعد عام 1980 في كثير من الحالات هو بناء من دون ترخيص وبدون مراقبة هندسية، لذلك هو غير قادر على مواجهة الصدمات والهزات الأرضية. اما السبب الثاني فهو يتعلق بقدرات السلطات العربية على التخطيط لمواجهة الهزات الأرضية وتداعياتها، فمن المفترض ان تقوم هذه السلطات بإجراء مسوحات على الأبنية القائمة في البلدات العربية ومعرفة التجمعات للابنية غير القادرة على مقاومة الهزات الأرضية وان تسجل قوائم بهذه المباني وتعلم أصحابها بهذا الامر وتساعدهم بشكل او باخر بتقوية مبانيهم من اجل ان تصبح قادرة على مواجهة الهزات الأرضية.".
" يجب تنبيه المواطنين الى أهمية اجراء مسوحات لأبنيتهم"
وتابع حديثه قائلاً: " يجب تنبيه المواطنين الى أهمية اجراء مسوحات لأبنيتهم وفحص ما اذا كانت قادرة على التصدي للهزات الأرضية. اعتقد بان كل من يشكل بان بيته ليس بالقوة الكافية لمواجهة الهزات الأرضية باستطاعته ان يستجلب ويطلب تقرير من مهندس مباني متخصص في هذا المجال. كل البيوت المبنية على أعمدة هي ابنية ضعيفة في مواجهة الهزات الاريضة الأبنية المبنية في منحدرات هي أيضا ضعيفة والابنية القديمة كذلك".
" يجب على السلطات المحلية ان تخصص جزء من الميزانيات من اجل تقوية المباني"
وحول مدى سلامة المباني يحظى باهتمام رؤساء المجالس المحلية في البلدات العربية، قال الدكتور حنا سويد: "عندما تحصل هزات ارضية ولو خفيفة يتم التنبؤ لهذا الموضوع وكما هو معلوم ستواجه منطقتنا هزة أرضية عاجلا ام اجلا خاصة في الشمال والجليل وهذا استناداً الى دراسات علمية، لذلك يجب ان يبقى هذا الموضوع على طاولة السلطات المحلية العربية. يجب على السلطات المحلية ان تخصص جزء من الميزانيات من اجل تقوية المباني القديمة والابنية القائمة للحفاظ على أرواح المواطنين".
" لا اعتقد ان الحكومة الجديدة ستضع هذا الموضوع على راس سلم أولوياتها"
وحول وضع الحكومة لخطة اجراء مسوحات للأبنية في المجتمع العربي على راس سلم اولوياتها، قال الدكتور حنا سويد: "يتم الحديث عن ضرورة اجراء مسح شامل في البلاد منذ اكثر من عشر سنوات، فقد جرت مباحثات ومداولات في الكنيست وتم تكليف جهات مختلفة للقيام بهذه المهمة. في المجتمع اليهودي هنالك حل جزئي وهو إعطاء فرصة امام السوق الخاص أي للمقاولين لتقوية المباني وجناء أرباح مقابل ذلك، وهذا ما يدور ضمن ما يسمى "تاما 38" وهو المخطط القطري المعني بتقوية المباني لمواجهة الكرة الأرضية، خاصة في المدن الكبرى في القدس وحيقا وتل ابيب حيث ان أسعار الأراضي مرتفعة. هذه معادلة جيدة ولكن الامر ان هذه المعادلة لا تنطبق على كل البيوت والمباني فكثير منها تبقى بدون حل. والاهم من ذلك هذا المخطط لم تجد لها موطأ قدم في المجتمع العربي ولو لمرة واحدة، لذلك يبقى المجتمع العربي اللاعب الخاسر في هذا المجال. لا اعتقد ان الحكومة الجديدة ستضع هذا الموضوع على راس سلم أولوياتها او على جدول الاعمال بشكل جدي الا إذا حصل هزة أرضية وكانت هنالك خسائر".
"انصح المواطنين بان يقوموا باستشارة مختصين في مجال الأبنية"
وفي ختام حديثه، قال الدكتور حنا سويد: "انصح المواطنين بان يقوموا باستشارة مختصين في مجال الأبنية ومجال تخطيط البيوت لمواجهة الهزات الأرضية، وفي البلدات التي يمكن ان تتعرض لهزات أرضية وان يكون لهذه الهزات نتائج مدمرة عليهم ان يقوموا بمسوحات لفحص مدى قوة المباني في بلداتهم لمواجهة هزة ارضية، وان يبادروا بمساعدة كل شخص يكتشف ان بناءه ضعيف وان يعملوا على تقويته".