تاريخ النشر: 13/02/2023
جهوزية البلدات العربية للهزات الأرضية
طاولة مستديرة بمبادرة المركز العربي للتخطيط البديل واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية
عقدت يوم امس١٢/٢/٢٠٢٣ عبر تطبيق الزوم طاولة مستديرة جمعت بين السلطات المحلية من رؤساء ومهندسين ومديري اقسام وبين عدة نشطاء في مجالات العمل الجماهيري مثل لجان شعبية، وبين مختصّين بمجال مواجهة الهزات الأرضية من مبتكرين ومهندسي مبانٍ. وذلك لمناقشة جهوزية البلدات العربية لمواجهة الهزات الأرضية: سبل الوقاية منها من جهة، والتعامل مع تباعاتها من جهة أخرى.
وافتتح الجلسة وأدارها د. سامر سويد مدير المركز العربي للتخطيط البديل، الذي أكد على ضرورة العمل على جهوزية المباني والمؤسسات للهزات الأرضية. ثم تحدث د. حنا سويد من المركز العربي للتخطيط البديل متمنّيًّا اوّلًا الرحمة لضحايا الهزة الأرضية الأخيرة التي أودت بحياة عشرات الالاف من أبناء وبنات الشعبين السوري والتركي، والقيام بالسلامة للناجين. كما وأشاد السيد مضر يونس رئيس اللجنة القطرية بأهمية هذه الجلسة والتوصيات والخطوات العملية التي ستنبع عنها لما فيه سلامة المواطنين العرب.
ثم قدم المهندس روني مزاوي المختص بتجهيز المباني للهزات الأرضية تصنيفًا للبيوت والمباني في البلدات العربية من حيث جهوزيّتها للوقوف أمام الهزات الأرضية. وقد أظهر التصنيف ان المباني التي بنيت قبل عام 1990 والمباني التي تحتوي على طابق أعمدة هي بيوت معرضة للخطر بحالة وقوع هزات أرضية اضافةً للبنايات التي بُنيت من الحجر قبل قيام الدولة والتي لم تتم تقويتها من قبل الّا بفترة الانتداب البريطاني. كما تطرق الى المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات والتي تحتوي على ٥-٦ طوابق وتحوي عدد كبير من الناس، فيجب فحص مدى جهوزيتها بشكل فردي. أما المباني التي بُنيت بعد سنة ١٩٩٠ فهي مبانٍ بنت أغلبيتها مع غرفة محمية وهي محصنة بشكل عام.
كما تحدث رئيس بلدية عرابة السيد عمر واكد نصار عن أهمية التعامل مع الموضوع بجدية وعدم الاستهتار به من قبل السلطات ومن قبل المواطنين. وبالمقابل دعا للخروج برسائل تشرح للمواطنين سبل الوقاية وإرشادات للتصرف في حالة حدوث هزة أرضية. ودعا التّوجّه للحكم المركزي للتدخل وضمان الخطوات الاحترازية لمجابهة الهزات الأرضية. بما في ذلك ملائمة المخططات القطرية، مثل "مخطط تاما ٣٨" الذي يهدف لتقوية المباني، لخصائص المجتمع العربي لكي يستفيد منها ويضمن تحقيق أهدافها فيه.
كما وتطرّق د. سمير محاميد رئيس بلدية ام الفحم لأهمية تجهيز طواقم لمواجهة تبعات الهزات الأرضية، ومراكز استقبال المواطنين الذين تم إخلائهم من بيوتهم المتضررة، ومحطات لاستلام المياه والعديد من التجهيزات الأخرى. كما وطرح عقبة من المهم التغلّب عليها وهي تعويق الموافقة على "طرق الطوارئ" في لجان التنظيم. فمن شأن هذه الطرقات ضمان وصول الإسعافات او هروب الناس بحالة تعطيل السير في شوارع معيّنة بسبب شقوق بالأرض او هبوط بنايات عليها.
وتابع الحديث السيد فادي يونس الذي طوّر من خلال شركته جهازًا يُنذر من وقوع هزة أرضية ٢٠-٤٠ ثانية قبل وقوعها، مما يتيح للطلاب في المدارس او الموظفين في المؤسسات العامة وقتًا ضروريًّا للهروب للغرف المحمية او للاماكن المفتوحة الامنة. كما وناقش كل من السادة احمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة وامير بشارات مستشار اللجنة القطرية ورأفت العبرة من بلدية راهط وأكرم ساق الله عضو بلدية اللد والمهندس جريس عواد الذين أكدوا، كل من موقعه واختصاصه، على ضرورة التنسيق بين كل الجهات، والتدريب والتحضير الفعلي لوقوع هزات أرضية.
ولخص د. حنا سويد من المركز العربي للتخطيط البديل الاجتماع مقترحاً تحضير موديل لكيفية تجهيز بلداتنا للهزات الأرضية، بالتعاون بين المركز العربي للتخطيط البديل واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية وبلدية ام الفحم كونها البلدة الأكثر استعداداً لمواجهة الهزات الأرضية وفق ما عرض في الاجتماع، وأكد سويد على إمكانية اجراء مسوحات ميدانية يتم من خلالها تحديد البيوت الأكثر عرضة للخطر وتقويتها، وتحدث على ضرورة المطالبة من السلطة المركزية بأخذ دورها والقيام بواجبها تجاه السلطات المحلية والمواطنين.
نهايةً، أكّد د. سامر سويد أن المركز العربي للتخطيط البديل سيتابع توصيات الطاولة المستديرة من خلال رئاسته للجنة الإسكان التابعة للجنة القطرية، وسيعمل على تطوير مشاريع تدفع قُدُمًا جهوزية البلدات العربية لمواجهة الهزات الأرضية على المستويين الوقائي والتوعوي.