تاريخ النشر: 01/12/2017
سحماتا:
بنيت سحماتا على قمتي تلتين تشرفان على أراض منخفضة في الاتجاهات كافة، عدا الشمال. يعتقد ان اصل الاسم سرياني ويعني الاشراق أو النور. كان يمر بها الطريق العام الى صفد، وبعض القرى الأخرى. بنى الصليبيون فيها قلعة باسم "سموث"، أعاد ظاهر العمر بنائها وترميمها، ابان حكمه لشمال فلسطين في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.
البلدات المجاورة:
يحدها من الشمال دير االقاسي وفسوطة، ومن الغرب معليا وترشيحا، ومن الجنوب الغربي تفصلها عن أراضي يانوح كروم كفر سميع، ومن الجنوب قريتي البقيعة وكفر سميع، ومن الجنوب الشرقي بيت جن، ومن الشرق حرفيش وسبلان.
التهجير واللجوء:
يذكر أهالي القرية انها قصفت بالطائرات بتاريخ 28.10.1948 وكان نتيجة القصف تهديم عدد من المباني والبيوت، واستشهاد 3 اشخاص وجرح 4 من أهالي القرية. وفي اليوم التالي دخلتها القوات الصهيونية بعد تطويقها، وكان في القرية العديد من السكان والعائلات. ولترهيب السكان قامت هذه القوات بصلب الشاب محمد عبد الرحمن قدورة ورموه بالرصاص أمام اهل القرية، واستمروا باطلاق النار لترهيب الناس. استشهد من أهالي سحماتا 16 شخصًا.
اختبأ بعض الأهالي في المغر والاحراش وفي القرى المجاورة، وحاولوا العودة الى القرية الا انهم طردوا منها مجددًا، ويروى ان مجموعة كبيرة تم وضعهم على شاحنات مكشوفة ابان عيد الميلاد وطردوا الى الحدود اللبنانية بالقرب من كفربرعم. ويقول المؤرخ بيني موريس ان سحماتا احتلت بعد ان طوقتها سرية مشاة، بعد ان قاومت. وتم تدمير القرية لاحقًا لمنع أي محاولة للعودة اليها.
شهرة القرية:
كانت أشجار البلوط والأجاص البري تغطي أراضيها الصخرية، أما الزراعية فكانت مزروعة قمحاً وشعيراً وذرة وتبغاً وخضروات. كان في القرية معصرة آلية حديثة وثلاث معاصر قديمة للزيتون. اشتهرت بجودة تبغها ووفرة محاصيلها من التبغ. واشتهرت بكثرة نبات السماق والطيون في أراضيها. كان بها العديد من الابار. كان بها بركتان لتجميع مياه الامطار "الرحبة" ومساحتها 5 دونمات تقوم على ارض مرصوفة بالفسيفساء، والثانية نصف مساحة اختها، على ثغور البيادر تسمى "الجوانية" او "الجنوبية".
شواهد باقية:
بقي من القرية بقايا الكنيسة واثار الجامع، وتتناثر حجارة قلعتها ومنازلها في ارضها. ويغطي موقع القرية حطام حيطان المنازل الحجرية المتداعية المبعثرة بين أشجار الزيتون التي تنمو هناك. وما زالت القلعة والسور اللذين بناهما الصليبيون على الأرجح قائمين.
في أيار مايو 1949 أقيمت على أراضيها مستوطنة تسوريئيل، وفي ذات العام أنشأ مهاجرون يهود قدموا من رومانيا مستعمرة حوسن على أراضيها في قرب الطريق المؤدي الى البقيعة، وتتمدد الأطراف الشرقية لمدينة معلوت على أراضي القرية وقد تستمر بالتوسع على المزيد من أراضي سحماتا.