تاريخ النشر: 02/01/2018
حطين:
تقع حطّين غربي بحيرة طبريا، على السفح الشمالي لجبل حطّين (قرون حطّين)، تشرف على السهل الذي يصل الى المنخفضات الساحلية المحيطة ببحيرة طبريا، وتتصل سهولها غربا بسهول الجليل الأسفل عبر الممرات الجبلية التي شكلت في الماضي طرقًا للقوافل التجارية.
يرجح أنها تقوم على موقع "صدّيم" الكنعانية، ذكرت في العهد الروماني باسم "حطّايا". ينسب اليها العديد من علماء العصور الإسلامية الأولى ومن جملتهم ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) والأنصاري الدمشقي (توفي سنة 1327) الذي يدعى أيضا الشيخ الحطّيني. كما توفي فيها علي الدواداري الكاتب والخطاط ومفسر القرآن في سنة 1302. وفي محيطها يقع مقام النبي شعيب على المشارف الجنوبية الغربية، ويحج اليه أبناء الطائفة المعروفية (الدروز) في نيسان أبريل من كل سنة، وفيه قبر شعيب وأثر قدمه، وفيه نبع يسمى " عين العيون" بمحاذاة الجبل يستقي منه الزوار.
البلدات المجاورة:
يحدها من الشمال خربة الوعرة السودا وعرب المواسي، ومن الغرب عيلبون، ومن الجنوب نمرين ولوبيا، ومن الشرق مستوطنتا كفار حيتيم ومتسبيه (عين الكَتَب) والمجدل.
التهجير واللجوء:
شنت القوات اليهودية - اللواء السابع- بعد نهاية الهدنة الأولى، في سياق عملية ديكل هجومًا على القرى العربية بين طبريا والناصرة، في 16 تموز. وتروي الشهادات ان جنود جيش الإنقاذ العربي انسحبوا من الأماكن التي كانوا اتخذوها مواقع لهم في حطّين. وقد هجّر معظم السكان في ليل 16- 17 تموز يوليو، الى البلدات المجاورة وباتجاه الشمال.
ويروى احد المجاهدين الذين مكثوا في القرية، ما جرى تلك الليلة: بقينا في قرني حطّين حتى آخر دقيقة. ورأينا الوحدة المدرعة اليهودية تتقدم...وكنا قلة قليلة ولم يكن معنا ما يكفي من الذخيرة لمواجهة الهجوم...ففي أثناء الهجوم اليهودي الأول استعمل كثيرون من السكان كل الذخائر التي كانت معهم.... ثم انسحبنا الى القرية وهربنا صوب الشمال مع نفر قليل ممن تخلف في القرية. بعيد احتلال القرية، بدأت الهدنة الثانية تدخل حيز التنفيذ.
شهرة القرية:
تتمتع أراضي حطّين بتربة خصبة ووفرة الينابيع والمياه الجوفية، لا سيما في الشطر الشمالي من السهل حيث كانت جملة ينابيع وآبار. وقد أدى تضافر هذه العوامل الى نشوء اقتصاد زراعي مزدهر. وكان معظم سكان القرية يعمل في الزراعة التي كانت تقوم على زراعة الحبوب والثمار وضمن ذلك الزيتون. في سنة 1944 كان ما مجموعه 10253 دونما مخصصا للحبوب و1936 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
وفي اعلى قممها "قرون حطّين" وهما جبلان يشرفان على بحيرة طبريا، عبر الشق – وادي الليمون (الحمام) الواصل اليها من الغرب، وهو منظر في قمة الروعة.
شواهد باقية:
بقي من معالم القرية، حطام العديد من بيوتها وساحاتها واروقتها، متناثرة بين الأشجار والاعشاب التي تغطيها. ومن ابرز معالمها الباقية المسجد، الذي تتخلله قناة القسطل، وما زالت مئذنته قائمة، وتقع المقبرة القرية غربي المسجد الذي يعمل أهل حطين الباقين في القرى المجاورة على الاعتناء بهما وحمايتهما.
كما تم بناء ابنية عديدة في محيط مقام النبي شعيب، حيث تحول المزار مع مرور السنين الى موقع ديني كبير، يؤمه الحجاج والزوار.
أقيم على أراضيها مستوطنتا كفار زيتيم وأربيل وجزء من معسكر نطافيم.
المصادر: كتاب كي لا ننسى وموسوعة بلادنا فلسطين