تاريخ النشر: 15/12/2017
كانت القرية تنتشر على تل من الحجر الرملي في السهل الساحلي الأوسط، وتبعد نحو 2,5 كلم عن شاطئ البحر، ونحو 800 م عن الضفة الشمالية لنهر العوجا. ويبدو أنها سميت تيمنا بشخصية دينية محلية، الشيخ مونّس الذي كان مقام ضريحه في القرية. ذكرت في خريطة للجيش الفرنسي ابان حملته على المنطقة في العام 1799 باسم "الظهر". ازدهرت وتطورت ابان حكم إبراهيم باشا.
كان شكل القرية العام مربعا، تحسن دخل أبنائها من بيع الحمضيات، فبنوا منازل جديدة بالحجارة والاسمنت. بنيت على انقاض جزء كبير منها جامعة تل ابيب.
البلدات المجاورة:
يحدها من الشمال اجليل القبلية، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الجماسين الغربي والمسعودية وجريشة والجماسين الشرقي وخيرية، ومن الشرق بيتاح تكفا- ملبس وعرب السوالمة.
التهجير واللجوء:
منذ نهاية العام 1947 اصبح جسر العلمين على نهر العوجا حاجزًا عسكريًا تسيطر عليه القوات الصهيونية، التي شددت الطوق على قرى شمال يافا وبضمنها الشيخ مونّس. ومع حلول آذار 1948 بدأت قوات الارغون عملياتها ضد أهالي القرية، بعد تشديد الحصار عليهم ومنعهم من جلب الامدادات الغذائية اليها. وتم خداع القرى العربية في المنطقة باتفاق هدنة بدافع "الجيرة الحسنة" الا ان القوات الصهيونية لم تلتزم به، وتم تشريد أهالي قرية الجسامين الغربي من بيوتهم.
ومع تشديد الحصار تم خطف 5 اشخاص من وجهاء القرية، بعد توجههم الى قرية اجليل لجلب الامدادات الغذائية والوقود لتشغيل مضخات المياه، ما زاد من رعب وترهيب الأهالي، وتكررت مشاهد دخول قوات الارغون للقرية واثارة الرعب فيها. وتم تشريد أهلها حتى نهاية اذار 1948. لجأ أهالي الشيخ مونّس الى منطقة المثلث حيث كانت السيطرة للقوات الأردنية.
شهرة القرية:
كان في القرية مدرسة زراعية استملكت 36 دونما من الأرض وبئراً ارتوازية. عمل سكان الشيخ مونّس في الزراعة، ولا سيما في زراعة الحمضيات والأعمال المتعلقة بها، وكانت مياه الري لبياراتها وبساتينها تجلب من نهر العوجا، ومن الكثير من الآبار الارتوازية.
كان لأحد أبنائها مقهى مشهورًا قرب جسر العلمين – "مقهى هاواي" على الضفة الشمالية لنهر العوجا.
شواهد باقية:
بقي العديد من منازل القرية قائمًا، بعد تشريد أهلها، وكانت ذات معالم معمارية متنوعة، سكنتها عائلات يهودية في حي "رمات أفيف". تقوم على أراضيها جامعة تل ابيب، والعديد من المؤسسات والمعاهد.
أحد أبرز معالمها الباقية هو بيت إبراهيم أبو كحيل، الذي يستخدم اليوم كنادي لاساتذة جامعة تل ابيب، وهو بيت أخضر اللون، تبرز أقواسه الجميلة ويسمى اليوم "بيت مرسيل جوردون".
وفي انحاء القرية ما زالت هناك شواهد أخرى باقية يمكن ملاحظتها في منطقة رما ت أفيف والجوار، من بينها بيت عائلة مفلح بيدس في شارع "لبنان 46"، وبيت امين بيدس داخل متحف ارض إسرائيل وغيرها من البيوت والمعالم في المنطقة.
المصادر: كتاب كي لا ننسى وكراس ذاكرات