تاريخ النشر: 19/02/2018
كانت القرية مبنية حول بقايا قلعة قديمة (خربة) تنتصب فوق تل يشرف على البحر الأبيض المتوسط الى الغرب. تقع القلعة في الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي القرية. ويمتد وادي جدّين، وهو واد عميق الى الجنوب من القرية عبر منطقة كثيفة الأشجار. وكانت القلعة مما بناه الصليبيون في نهاية القرن الثاني عشر تقريبا وسموها جدّين وقد دمرت في سنة 1288 لمنع الصليبين من الانتفاع منها. وفي سنة 1770 أعاد ظاهر العمر الزيداني ترميمها واستخدامها لتعزيز موقعه العسكري. ودمر خليفته ومنافسه احمد باشا الجزار القلعة في أواخر السبعينات من القرن الثامن عشر.
البلدات المجاورة:
يحدها من الشمال أراضي قرية ترشيحا وخربة جعثون، ومن الغرب الغابسيّة والشيخ دنّون، ومن الجنوب الغربي عمقا، ومن الجنوب أبو سنان ويانوح، ومن الشرق أراضي يانوح وترشيحا.
التهجير واللجوء:
اشترت "الكيرن كييمت" من الاقطاعيين اللبنانيين (عائلة سرسق) في العام 1946 أكثر من 3 الاف دونم من أراضي جدّين، وأقيم عليها كيبوتس "يحيعام" قرب القلعة. وبقي أهالي جدين من عرب السويطات يسكنون المنطقة. وقعت مواجهات بين جيش الإنقاذ العصابات الصهيونيّة في 20 كانون الثاني 1948، وتم تفجير جسر جعثون المؤدي الى جدّين، لمنع الامدادات من الوصول الى كيبوتس "يحيعام". وقد وصلت القوات البريطانية للمنطقة وأوقفت القتال بين الطرفين.
سقطت جدين ابان حملة "حيرام" في أواخر تشرين الأول 1948، والحملة المكثفة على ترشيحا، بعد محاولات عديدة لاختراق الحواجز على طريق ترشيحا نهاريا، أدت الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات الصهيونيّة، اشهرها في 27.3.1948 قرب قرية الكابري حيث سقط 46 شخصًا من صفوف القوات الصهيونية.
ومع طرد غالبية سكان قرى الجليل الغربي الى جنوب لبنان، تشتّت أبناء عشيرة السويطات في المناطق المختلفة من الجليل، وغالبيتهم هجروا الى لبنان.
شهرة القرية:
كان عرب السويطات يعيشون في خرائب القلعة متخذين من أبنيتها منازل لهم وناصبين خيمهم حولها. وكانوا يعتاشون أساسا من تربية الحيوانات ويزرعون الشعير والتبغ. وتشتهر المنطقة بجمال طبيعتها واشجارها الكثيفة المكسوة بأحراج السنديان والسريس والقندول والبلان والبطم.
شواهد باقية:
بقيت قلعة جدّين صامدة، وتم تحويلها الى موقع سياحي.
وأقيم على أراضيها كيبوتس يحيعام وتقع في أراضيها كسارة "أوشرات".